كيف تختار نظارات شمسية صحية

كيف تختار نظارتك الشمسية الصحية؟

في عصرنا الحالي، لم تعد النظارات الشمسية مجرد أكسسوارات تكميلية للمظهر الخارجي، بل أصبحت ضرورة صحية لحماية العينين من الأضرار الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية. مع ازدياد الوعي حول أهمية الحماية من أشعة الشمس، يتزايد الطلب على النظارات الشمسية التي توفر حماية فعّالة في نفس الوقت الذي تمنح فيه مظهراً عصريّاً وجذاباً. ولكن كيف يمكن اختيار نظارة شمسية صحية توفر الوقاية اللازمة للعيون؟ إليك نظرة شاملة على أهم العوامل التي يجب أن تأخذها في الاعتبار عند اختيار نظارتك الشمسية.

1. أهمية الحماية من الأشعة فوق البنفسجية (UV)

تعتبر الحماية من الأشعة فوق البنفسجية (UV) العامل الأكثر أهمية عند اختيار نظارتك الشمسية. الأشعة فوق البنفسجية هي أشعة غير مرئية للشخص العادي، ولكنها تتسبب في أضرار كبيرة للعيون على المدى الطويل. التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية قد يؤدي إلى مشاكل صحية متعددة مثل:

• الضمور البقعي: وهو مرض يسبب تدهور الرؤية في المركز.

• الساد (كتاراكت): وهو ضعف في العدسة الطبيعية للعين، مما يسبب تشويش الرؤية.

• التهاب القرنية: وهي حالة مؤلمة تحدث بسبب التعرّض المباشر للأشعة فوق البنفسجية.

• السرطان الجلد حول العينين: التعرض للأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد حول منطقة العين.

من هنا تأتي أهمية البحث عن نظارات شمسية تحتوي على عدسات توفر حماية 100% من الأشعة UVA وUVB. عند شراء النظارات، يجب التأكد من أن العدسات تحمل علامة “100% حماية من الأشعة فوق البنفسجية”.

2. الاختيار بين العدسات المختلفة: اللون والمواد

عند اختيار النظارات الشمسية، تلعب العدسات دوراً مهماً في توفير الحماية. على الرغم من أن جميع العدسات الشمسية يجب أن توفر حماية من الأشعة فوق البنفسجية، إلا أن الألوان والمواد المستخدمة في العدسات تختلف وقد تؤثر في جودة الرؤية بشكل كبير.

اللون:

• العدسات الرمادية: هي الأكثر شيوعاً وتوفر توازناً جيداً بين الحماية والراحة. تساعد في تقليل الوهج وتحسين وضوح الرؤية، مما يجعلها مثالية للأنشطة الخارجية مثل القيادة.

• العدسات البنية: تعتبر خياراً ممتازاً للأنشطة التي تتطلب رؤية عالية الوضوح، مثل الرياضات في الهواء الطلق. تعمل العدسات البنية على تحسين التباين وتصفية الألوان، مما يساعد على تقليل التشتت.

• العدسات الصفراء أو البرتقالية: تكون مثالية للأنشطة الرياضية في ظروف الإضاءة المنخفضة، لأنها تساعد على تحسين الرؤية في الأيام الغائمة أو في ساعات الفجر والمساء.

• العدسات الزرقاء أو الخضراء: تساعد هذه العدسات في تقليل الوهج، مما يجعلها خياراً مناسباً للاستخدام في الأيام المشمسة، كما أنها تحسن التباين وتقلل من الإجهاد البصري.

المواد:

• العدسات الزجاجية: توفر وضوحاً عالياً وجودة بصرية ممتازة، ولكنها أكثر عرضة للكسر في حالة السقوط.

• العدسات البلاستيكية: تعتبر أكثر خفة وأماناً، وتأتي بأسعار أقل مقارنة بالعدسات الزجاجية. وتوفر حماية جيدة ضد الأشعة فوق البنفسجية، كما أنها أكثر مقاومة للكسر.

• العدسات المصنوعة من مادة بولي كربونات: تعد من الخيارات الأكثر متانة وخفة، وتوفر حماية عالية ضد الأشعة فوق البنفسجية. كما أنها مقاومة للخدوش، مما يجعلها خياراً جيداً للأطفال أو الأنشطة الرياضية.

3. التأكد من الحماية من الأشعة الزرقاء

الأشعة الزرقاء هي نوع من الأشعة التي تنبعث من الشمس بالإضافة إلى المصادر الاصطناعية مثل الشاشات الإلكترونية. قد تؤثر هذه الأشعة على صحة العين على المدى البعيد وتؤدي إلى إرهاق العين وجفافها، وأحياناً إلى تطور أمراض مثل الضمور البقعي. لذلك، من المفيد اختيار نظارات شمسية تحتوي على عدسات تحجب الأشعة الزرقاء، خاصة إذا كنت تقضي وقتاً طويلاً أمام الشاشات.

4. مراعاة الراحة والملاءمة

لا تقتصر نظارتك الشمسية على الحماية فحسب، بل يجب أن تكون أيضاً مريحة عند ارتدائها لفترات طويلة. عند اختيار نظارات شمسية، يجب التأكد من أنها تناسب شكل وجهك بشكل جيد ولا تسبب ضغطاً على الأنف أو الأذنين. النظارات التي لا تناسبك بشكل صحيح قد تؤدي إلى الشعور بعدم الراحة أو تسبب صداعاً.

• إطار النظارة: يجب أن يكون خفيف الوزن بحيث لا يضغط على الأنف أو الأذنين. كما ينبغي أن يكون قابلاً للتكيف مع شكل وجهك.

• التأكد من الحافة المناسبة: تأكد من أن العدسات تغطي منطقة العين بشكل جيد وتمنع دخول الضوء من الجوانب.

• الذراعين: تأكد من أن الذراعين (أو الأرجل) لا تضغطان على الأذنين أو تنزلقان عن الأذن أثناء الحركة.

5. التركيز على العدسات المتخصصة

في حال كنت تمارس رياضات معينة مثل ركوب الدراجة أو الجري، أو إذا كنت تتعامل مع ظروف بيئية قاسية مثل الارتفاعات العالية أو الصحراء، فقد تحتاج إلى عدسات متخصصة. تشمل هذه العدسات:

• عدسات متدرجة: تتميز بتدرج الألوان بين الجزء العلوي والجزء السفلي من العدسة. وهي مناسبة للأنشطة الرياضية التي تحتاج إلى رؤية دقيقة سواء في الإضاءة الساطعة أو في الظل.

• عدسات مضادة للانعكاس: تمنع الانعكاسات غير المرغوب فيها التي قد تؤثر على وضوح الرؤية، مما يجعلها خياراً جيداً للأنشطة المائية أو الجبلية.

• عدسات مقاومة للخدش: تتمتع هذه العدسات بغطاء خاص يساعد في الحماية من الخدوش اليومية، مما يجعلها مثالية للأشخاص الذين يضعون نظاراتهم في ظروف غير مواتية.

6. الاستثمار في النظارات الشمسية عالية الجودة

لا يجب أن يكون سعر النظارات الشمسية هو العامل الحاسم الوحيد عند الاختيار. في الواقع، قد تكون النظارات الشمسية الأرخص غير فعّالة في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، وقد لا تدوم طويلاً. على الرغم من أن النظارات الشمسية باهظة الثمن قد تكون مكلفة، إلا أنها تقدم جودة أفضل وحماية أعلى.

من المهم الاستثمار في نظارات شمسية عالية الجودة من ماركات معروفة التي تلتزم بالمعايير الصحية وتقدم ضمانات للحماية من الأشعة الضارة. تأكد دائماً من شراء النظارات من محلات موثوقة أو متاجر متخصصة في النظارات الشمسية.

7. الأدوات والملحقات الإضافية

عند اختيار النظارات الشمسية، قد تكون بعض الأدوات والملحقات مفيدة في تحسين الراحة وحماية العينين. بعض هذه الأدوات تشمل:

• حافظات النظارات: لحماية نظارتك من الخدوش والتلف أثناء حملها.

• أقمشة التنظيف الخاصة: لتنظيف العدسات بشكل آمن دون التأثير عليها.

• عدسات قابلة للاستبدال: في حال كنت ترغب في تغيير العدسات حسب الحاجة، مثل في الأيام الملبدة بالغيوم أو خلال الأنشطة المائية.

8. الاهتمام بالصيانة والعناية بالنظارات الشمسية

عند اختيار النظارات الشمسية، يجب عليك أيضاً مراعاة كيفية الحفاظ على النظارات. التأكد من تنظيف العدسات بانتظام باستخدام أدوات مناسبة والتخزين في مكان آمن قد يساعد في إطالة عمر النظارات وضمان أدائها الجيد.

خاتمة

اختيار النظارات الشمسية الصحية ليس مجرد اختيار نظارة بنمط عصري، بل هو استثمار في صحة عينيك على المدى الطويل. من خلال التأكد من أن النظارة توفر حماية كافية من الأشعة فوق البنفسجية، وأنها مريحة وتناسب احتياجاتك الخاصة، يمكنك الاستمتاع بحماية العينين مع الحفاظ على مظهرك الأنيق.